الأكثر حضوراً دون بقية زملائه المطربين في الخليج عامة على شاشة التلفزيون وفي البرامج الفنية المنوعة، وفي كل مرة يسبق اسمه (الفنان الكبير) عند إعلان ظهوره في أحد هذه البرامج، وكأنه الوحيد في ساحة الأغنية والأكثر جماهيرية ونجومية.
رغم أنه خلال الأعوام القليلة الماضية بدا أكثر تواضعاً وبعداً عن سلّم النجومية من خلال ما يقدمه من ألبومات يكون مصيرها (مرور الكرام)، إلا لدى جمهوره الذي بالتأكيد سيحتفي بما يقدم حتى وإن كان عادياً، ولكنه بالتأكيد لن يضيف أي رقم جديد لهذه الجماهيرية إن لم يكون قد فقدها، بسبب تواضع ما يقدمه من أغنيات لا ترقى لمسيرته الفنية الطويلة.
الفنان عبدالله الرويشد يُحسب له هذا التواجد الذكي الذي يخفي به تواضع مستواه الفني، ليكون حاضراً في ذهن المشاهد كنجم غنائي مطلوب وكرت رابح في إنجاح أي برنامج يمكن أن يستضيفه، ومن المصادفة أن الرويشد ظهر خلال أسبوع واحد في برنامجين تلفزيونيين دفعة واحدة، «نجم الخليج» و»ستار صغار», وهو ما حرك السؤال الأهم.. هل يعي بقية الفنانين هذا التواجد أمام الجمهور؟. بغض النظر عن مستوى الفنان ونجوميته.
ولعلّي هنا أكون مخالفاً لما طرحه الزميل عبدالرحمن الناصر أول أمس عن أهمية الظهور الإعلامي للفنان.. ذلك لأنه وسيلة مهمة لتسويق إنتاجه الغنائي وإيصاله لأكبر شريحة من الجمهور. خاصة وأننا في السعودية نمتلك عدداً لا يستهان به من نجوم الأغنية المؤثرين جداً في الساحة, فلماذا لا نرى الفنان راشد الماجد أو الفنان رابح صقر أو الفنان عبدالمجيد عبدالله أو الفنان خالد عبدالرحمن أو راشد الفارس أو.. أو.. في أي من هذه البرامج؟. هل هي مسألة ثقافة أو عدم مبالاة أم جهل؟، لماذا عادة ما يختارون العزلة وتكون قمة الأمانة لديهم هي تقديم ألبوم؟. الفنان السعودي يكاد يكون الأميز بين بقية زملائه من مطربي الخليج في عدم الحديث لوسائل الإعلام، والأكثر بعداً عن جمهوره، وهذا الأمر لا نجد ما يبرره ولا نملك العذر أمام الجمهور في تغييبهم سوى أنهم هم من اختار ذلك، وعلى النقيض جداً جداً هو الفنان الممثل الذي يتحين الفرصة للظهور في وسائل الإعلام وتكون المبادرة لديه عالية في أي برنامج تلفزيوني أو لقاء صحفي، بل إنه هو من يسعى بنفسه لهذا الظهور. فم ا هي أسباب عزلتهم؟. هل الهمّ المادي طغى على همّ إمتاع الجمهور والتواصل معه؟ وهل الجلسات الخاصة وأغاني الأعراس تكفي لتأدية الدور والحضور كنجم غنائي مهم.. لا ندري!.