يبدأ بالجليد العاطفي ،، ثم يغدو طوفانا من الألم
فتيات يلهثن وراء الخيال والحب خارج معتقلات الأسرة
أي قلق واضطراب وألم ووجع ذالك الذي يدفع فتاة في قمة العنفوان والحيوية ورفاهة الحس وتوهج المشاعر كي ترتكب
هذا الفعل ( الغريب ) وتهرب من مكان من المفترض أن يكون (دفئا ومستقرا وحنونا) لتنتقل إلى وحشة التشرد
والأغتراب والضياع ما الذي يدفع الفتاة الهروب من المنزل ؟
1_عدم إعتناء الآباء والأمهات بتنشئة بناتهم التنشئة الدينية الصحيحة وتعليمهن القيم السائدة في المجتمع
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ليس أحد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له سترا من النار )
2_التفكك الأسري الذي قد يكون سبب الخلافات الدائمة بين الوالدين أو بسبب الإنفصال أو طلاق الوالدين وعيش الفتاة
مع زوجة الأب أو زوج الأم وهو ما يمكن أن يؤدي إلى اختلال خطير في بعض الأحيان في العلاقات الأسرية وغالبا
فإن الفتياة يكن أكثر تأثرا بذلك من الأولاد
3-الفراغ العاطفي لدى بعض الفتياة حيث إن بعض الأسر لاتهتم بملئ هذا الفراغ بالحب والمودة والرحمة فالفتاة تحتاج
الحب والحنان صغيرة وتزداد تلك الحاجة عند البلوغ وما بعده فإن لم تقم الأم بهذا الدور فقد يقوم به شخص آخر وقد
يكون من يريد أن يصطاد في الماء العكر
4-صديقات السوء يستطيع الأهل النظر في رفيقات الفتاة من خلال مقابلتها شخصيا أو بسؤال المدرسة ومن متابعة
أحاديث الفتاة الهاتفية معهن بشكل غير مباشر لكي لا تقع فريسة لصديقات السوء فتوقعها في مشكلة أو علاقة محرمة
5-عدم تزويج الفاة من الكفء الذي ترضاه أو تزويجها من غير الكفء الذي لاترضاه
6-التقليد الأعمى لوسائل الإعلام التي لعبت دورا كبيرا في تغير أفكار الفتياة من خلال أحاديث الفنانات التي دائما
تشير إلى أن سبب نجاحها الهروب من منزل أسرتها لتحقيق رغباتها الشخصية وأيضا المسلسلات الأجنبية التي
لا تتفق مع تعاليم ديننا حيث تزين لهن الحرية والأنطلاق في العالم الخارجي دون قيود وتسهيل العلاقات المحرمة
وتصور للفتاة أنها مضطهدة ومسلوبة الحقوق فتصدم بواقع تريد الهرب منه
7-هامشية دور المشرفة الأجتماعية في المدارس لكون الفتاة تقضي وقتا طويلا في المدرسة وتتشكل شخصيتها من
خلال عالمها المدرسي
8-التدليل الزائد هو سلاح ذو حدين فسريعا ما تصاب الفتاة بالملل من حياتها الرتيبة في نظرها وتنشد الأثارة من خلال
اقتحام المجهول
9-غياب الرقابة المنزلية بداعي الثقة فتصبح الفتاة اداة لأهل السوء على مراتبها كافة سواء في المنزل أو خارجه
10-سقوط الفتاة في المعاكسات والتساهل مع الشباب الذين يقومون بتشجيع الفتاة على الهروب والتغيب عن المنزل
ففي البداية تكون خلوة في مكان ما ثم تستدرج بتصويرها وتسجيل محادثاتها ثم تهديدها لتحقيق مايريدون ومنهم
من أعد أوكارا لإيواء الهاربات وتخصص في ذلك عليهم من الله ما يستحقون
خطوات نحو الحل
لعل أهم الخطوات الرادعة لمثل هذه الظاهرة كف التسلط غير المبرر للذكور على الفتياة سواء كان الأب أو الأخوة
ولعلنا نستفيد من نصح الرسول صلى الله عليه وسلم ( رفقا بالقوارير )
قرب الأم من الفتاة واستمااعها إليها قد يمتص غضب الفتاة وتمردها ومراقبة تصرفاتها ومعرفة صديقاتها وأي تغير
يطرأ على تصرفاتها ما يساعد الأم على التكهن بتصرفاة إبنتها وطبائع صديقاتها لتكون في جانبها عند المنعطفات
الصعبة في حياتها
من الأهمية بمكان فهم التركيب النفسي للأنثى من حيث التغيرات الهرمونية واستجابتها للضغوط الصعبة كالامتحانات
أو حتى الضغوط الداخلية في الأسرة
دور الإعلام الهادف في تسليط الضوء على الظواهر السلبية ومعالجتها وتوعية الأهالي للتعامل الأمثل مع المشاكل التي
قد تطرأ والقيام بدور معاكس لما يقوم به الأعلام المفتوح
دور المدرسة والمؤسسات التربوية فغالبا ما يكون دور الأختصاصية الأجتماعية في المدرسة مقتصرا على المشاكل ضمن
المدرسة دون الغوص في مشاكل الفتيات ومساعدتهن في البقاء على المسار الصحيح
مجرد أسئلة
إلى كل من سولت لها نفسها الهرب فهل فكرتي فعلا بذلك
من الذي سيتلقفك في في الشارع ؟
هل وجدتي لك عملا وسكنا ملائما يكفيك ذئاب الطريق ؟
هل ستكونين قادرة على العيش دون أن تري أهلك مرى أخرى ؟
ما الشيء الذي سيقدمه لك هذا الشاب أو تلك الصديقة ومهما كان السبب الذي ستهربين لأجله لترمي كل ما فعله أهلك
من أجلك ومحبتهم لك وخوفهم عليك دون أي أمتنان خلف ظهرك وتمضي هكذا ؟
ماذا لو تخلى عنك ؟ وهل هم فعلا يستحقون هذا العار منك ؟
هل تحبين أن ترميك أبنتك خلف ظهرها في المستقبل وتمضي هكذا مهما كان السبب ؟
من ذاك الذي سيحرص عليك وعلى مصلحتك وحمايتك أكثر من أهلك كان يبدو علهم البرود والقسوة ؟
وأفرضي أنهم لم يكونوا كما تتمنين أليس من الأولى أن يكون جهادك في نيل رضاهم سببا في دخولك الجنة ؟
بعد إعادة التفكير يبدو واضحا لكل ذي عقل أن الهروب هو مشكلة معقدة تضاف إلى المشكلة الأساسية للفتاة
إن هربت منها اليوم فلن تستطيع الهروب منها غدا